في وقتنا الحالي المليئ بالتطورات في عالم الذكاء الاصطناعي ، ظهرت تقارير عن اداة وبرنامج قوقل جينيسيس – “Genesis”، أداة الذكاء الاصطناعي الرائدة من جوجل التي قد تغير اللعبة بالنسبة لتقديم الأخبار. تخيل عالمًا يتعاون فيه الصحفيون مع رفيق ذكاء اصطناعي، ينتجون المقالات بسرعة لم يسبق لها مثيل. وصل الجدل حول جينيسيس إلى الصحف البارزة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، مثيراً فضول الجميع ولكن في الوقت نفسه يثير الفضول حول مدى تأثيره على هذا المجال. سنقدم في هذا المقال تحليل عن كيف ستعمل برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار وما التأثيرات الناتجة عن ذلك .
جميع ماورد في هذا المقال هو محظ استنتاج وتحليل عام ، وليس خاصاً بأداة قوقل جينيسيس لكتابة الاخبار ، حيث انه لم تصل لنا اي معلومات عن هذه الاداة وماهيتها وكيفية عملها ولم تتح هذه الاداة للتجربة العامة ولا يعلم متى سيتم اطلاقها ، ولكن سنقوم بتحليل كيف نتوقع ان تعمل بناءً على قواعد الذكاء الاصطناعي العامة .

تتزايد النقاشات المحيطة بدور الذكاء الاصطناعي في الصحافة بشكل متزايد، خاصة مع توقعات KPMG بأن يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأتي بتطويرات تؤدي إلى أتمتة 43% من المهام التي يقوم بها الكتاب والمترجمون. مع وعد بزيادة الإنتاجية كذلك ، لا يمكن إنكار سحر المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي هو خير مثال لذلك . ومع ذلك، يثير ذلك أيضًا مخاوف اخرى حول الأصالة وروح الصحافة التقليدية التي عهدناها في حال اقتحم الذكاء الاصطناعي هذا المجال من كتابة المحتوى .
مع ضبابية الخطوط بين البشر والآلات، تجد الصناعة نفسها في مفترق طرق – هل نتبنى بالكامل الكفاءة والإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي؟ أم نحافظ على النزاهة المحبوبة والفنية في الصحافة التقليدية؟ إنه لغز يتطلب توازنًا دقيقًا، لأن التلاعب الرشيق بين البصيرة البشرية والإبداع هو ما يعزز الصحافة بنبرتها المميزة فهل ستتمكن الالة من تقليد الابداع الفني البشري ؟ .
الرقصة الساحرة بين عقول البشر والذكاء الاصطناعي تدعونا لاستكشاف إمكانيات جديدة وإعادة تعريف جوهر الصحافة. لذا، دعونا ننطلق في هذه الرحلة المثيرة، حيث يلتقي الابتكار والتطور مع فن الكتابة والابداع البشري ، وحيث يتوقف مستقبل الصحافة ليس فقط في أيدي الماكينات، بل في قلوب أولئك الذين يمارسون قوة هذه التكنولوجيا بمسؤولية.
ماهو برنامج قوقل الجديد لكتابة الاخبار ” جينيسيس ” – Genesis

جينيسيس “Genesis ” من جوجل هو أداة ذكاء اصطناعي جديدة مصممة لمساعدة الصحفيين في إنشاء مقالات إخبارية. تم تقديمها للمؤسسات الإخبارية الكبرى، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ونيوز كورب، بهدف تعزيز إنتاجية الصحفيين من خلال أتمتة بعض المهام وتقديم خيارات لعناوين المقالات وأساليب الكتابة. ومع ذلك، كان استقبال جينيسيس مختلطًا. بينما يرونه البعض تطورًا واعدًا يمكن أن يزيد الكفاءة ويخفف العبء في غرف الأخبار، يعبر آخرون عن مخاوفهم بشأن إمكانية إنتاج ونشر المعلومات الخاطئة ومحاكاة أساليب الكتابة البشرية بجودة ضعيفة .
ولكن هل ستكون هي الأداة الأولى من نوعها؟ بالطبع لا! إذ توجد مؤسسات أخرى أيضاً، مثل أوبن إيه آي والجمعية الصحفية وإنوفيشن أوريجينس، التي تعمل على تطوير برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار لذلك كانت مسألة دخول الذكاء الاصطناعي الى عالم الصحافة والاخبار هو مجرد مسألة وقت
ولكن الجديد في برنامج قوقل جينيسيس “Genesis ” هو أنه ربما ستمثل خطوة ذات مستوى متقدم وإمكانات واعدة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في عالم الصحافة. رغم ذلك، يثار السؤال حول كيف ستتعامل الصحافة مع هذه التكنولوجيا الجديدة، فقد عبر البعض عن مخاوفهم إزاء تجاهل الأداة للجهود البشرية المبذولة في صياغة الأخبار الدقيقة.
إنها رحلة مثيرة وملهمة في آن واحد، حيث يتعين على الصحافة أن توازن بين ميزات الذكاء الاصطناعي وأهمية المحافظة على جوهر العمل الصحفي الأصيل والمتميز. فمن الواضح أن عالم الصحافة سيستمر في التطور والتغيير، لكن الأهم هو أن يظل الحرفيون والمؤسسات الإعلامية ملتزمين بالمصداقية والتميز، سواء عبر أيديهم أو بمساعدة هذه التكنولوجيا الجديدة والمثيرة.
النقاش حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة لا يقتصر على قوقل جينيسيس فقط. هناك نقاش أوسع داخل الصناعة حول الاعتبارات الأخلاقية لاستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار. تشمل هذه المخاوف الدقة والشفافية والخصوصية والحفاظ على نزاهة وإبداع الصحافة التقليدية. الشفافية أمر بالغ الأهمية، حيث سيتوجب على الصحفيين أن يكشفوا بشكل أخلاقي عن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملية إنتاج محتوى الخبر. تأتي مسائل الخصوصية أيضًا في الحسبان، حيث يتوجب حماية البيانات الشخصية التي يتم جمعها بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي لصياغة ونشر المقالات والاخبار .
كيف يمكن ان تعمل برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار
جميع ماسيذكر هو تحليل بناءً على مبادئ الذكاء الاصطناعي العامة ، وقد لايكون صحيح او دقيق او ينطبق على برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بقوقل جينيسيس حيث ان الاداة لم تتح للتجربة ولم يتم اطلاقها بشكل رسمي ولاتزال في مراحل التطوير الاولية ولا توجد اي معلومات عنها او عن كيفية عملها وبالتالي فإننا لا نملك المعلومات الحقيقية حول كيفية عملها و دقتها وكفاءتها ، ولكن استناداً على القواعد المتعارف عليها في الذكاء الاصطناعي فإننا نتوقع ان تعمل بالطريقة التالية :
من المرجح أن تعمل أداة مثل “جينيسيس” – Genesis او غيرها من برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار كنظام متطور لمعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، مدعومةً بخوارزميات تعلم عميق متقدمة. يجب ان تكون لدى هذا النوع من برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار والمحتوى قواعد بيانات لغوية ضخمة، والتي سيتم تجميعها لتعليم الذكاء الاصطناعي تفاصيل لغة الإنسان والصحافة . ستكون هذه البيانات هي المنبع الذي يستمد منه الذكاء الاصطناعي الإلهام ويتعلم كيفية صياغة مقالات إخبارية منطقية وملائمة للسياق.
لإنشاء مقال، ستتلقى برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار او المحتوى استدعاءً أو موضوعًا من الصحفي أو المحرر. ثم سيستخدم هذا الذكاء الاصطناعي نماذجه التي تدرب عليها مسبقاً لتحليل الإدخال وإنشاء مقال أولي في غضون ثوانٍ. ستتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي النمذجة البسيطة، حيث سيقوم بتجميع المعلومات وترتيب الفقرات وضمان الدقة النحوية، كل ذلك مع محاكاة أساليب الكتابة التي يراها عادة في القطع الصحفية التي تعلم عليها .
بالإضافة إلى ذلك، قد يتضمن برنامج قوقل جينيسيس – Genesis – او اي من برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار ، تقنيات متقدمة لتحليل البيانات، مما سيسمح لها بفحص كميات ضخمة من المعلومات من مصادر مختلفة في الوقت الفعلي وخلال ثوان بسيطة . سيمكنها ذلك من تحديد المواضيع الرائجة، والتحقق من الحقائق الصحيحة، وحتى التكيف مع أسلوب الكتابة الذي يعكس توجه وتفضيلات الجمهور المستهدف.
للتغلب على المخاوف بشأن نشر المعلومات الخاطئة والتحيز، قد يحتوي برنامج الذكاء الاصطناعي قوقل جينيسيس او اي من برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار على آليات للتحقق من الحقائق وقد تكون مدمجة مع البرنامج . حيث سيقوم بمراجعة المعلومات بالمقارنة مع قواعد بيانات موثوقة ومصادر موثوقة. ومع ذلك، لا يزال الإشراف والتحقق البشري ضروريًا لضمان أعلى مستوى من الدقة والمعايير الأخلاقية.
علاوة على ذلك، قد يتعلم الذكاء الاصطناعي من التعليقات والتصحيحات التي يقدمها المحررون والصحفيون البشريون. ستمكنه عملية الضبط المستمر من التطور وتحسين قدراته في الكتابة مع مرور الوقت، ليصبح أداة أكثر قيمة في سلاح الصحافة.
في النهاية، ستسعى أداة مثل “جينيسيس” او اي من برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة الاخبار لتكملة الصحافة البشرية، وذلك بتعزيز الإنتاجية والكفاءة مع الحفاظ على جوهر القصص ونزاهة الصحافة التقليدية. سيكون نجاحها مرتكزًا على التوازن بين استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي الشاسعة والتعبير البشري الأصيل والمميز.
كيف ستتمكن برامج الذكاء الاصطناعي من التحقق من موثوقية الاخبار
لضمان دقة المعلومات، قد يستخدم برنامج الذكاء الاصطناعي “جينيسيس” او برنامج كتابة الاخبار بالذكاء الاصطناعي المستخدم نهجًا متعدد الجوانب:
1. قواعد التحقق من الحقائق: يُمكن أن يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع قواعد بيانات التحقق من الحقائق الموثوقة والمصادر الموثوقة. عند إنشاء المحتوى، يقوم “Genesis” بمقارنة المعلومات مع هذه القواعد للتحقق من دقة الحقائق المقدمة.
2. تحليل قائم على معالجة اللغة الطبيعية: كنظام متطور لمعالجة اللغة الطبيعية، يمكن لـ “جينيسيس” او اي برنامج كتابة اخبار بالذكاء الاصطناعي ان يكون قادراً على تحليل سياق المعلومات المتاحة في المقال المعطى. ربما سيتمكن من تحديد التناقضات المحتملة أو التصريحات المضللة، مما يؤدي إلى إطلاق إشارات تحذيرية للتحقق الإضافي.
3. تقييم المصداقية: يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم موثوقية المصادر التي يستخدمها لإنشاء المحتوى. قد يُعطى الأولوية للمصادر الموثوقة والمعترف بها، والتي تكون موثوقة ومؤكدة.
4. تسجيل الثقة: يمكن أن يُعين “جينيسيس” او اداة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة الاخبار ، درجات ثقة لمختلف أجزاء المعلومات بناءً على درجة ثقته من دقتها. قد تُراقِب العبارات ذات درجات الثقة المنخفضة للتحقق البشري أو التحقق الإضافي.
5. المراجعة البشرية: على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قيمة في التحقق من الحقائق، إلا أن المحررين والصحفيين البشريين يلعبون دورًا حاسمًا في التحقق من المعلومات الحرجة. ستكون المراجعة البشرية نقطة فصل لضمان أعلى مستوى من الدقة.
6. دورة التغذية الراجعة من المستخدمين: بينما ينشئ “Genesis” المحتوى ويتلقى ردود فعل من المستخدمين، يمكن أن تساعد ملاحظات المستخدمين في ضبط قدراته في التحقق من الحقائق وتعزيز أدائه العام.
من الضروري الاعتراف بأنه لا يوجد نظام ذكاء اصطناعي لا يُخلَ من الخطأ، وسيكون هناك دائمًا تحديات في كشف المعلومات الخاطئة أو التعقيدات المعقدة. ولذلك، فإن الجهد المشترك بين التحليل الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي والحكم البشري ضروري لضمان تقديم أدق وأكثر المعلومات موثوقية للجمهور.