الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب ، هل سنشاهد تطوراً كبيراً في الفترات القادمة ؟

الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب

تخيل هذا أنت تغوص بكامل حماسك في لعبة فيديو مثيرة، وأثناء مغامرتك في عالمها الرقمي، تواجه شخصيات تبدو وكأنها تملك عقولها الخاصة. إنها تتفاعل مع أفعالك، تتكيف مع استراتيجياتك، وحتى تتأمر لتهزمك. مرحبًا بك في عالم السحر الذي يحمله الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب.

الذكاء الاصطناعي، السر وراء هذه التجربة المثيرة، يلقي بسحره من خلال إكساء شخصيات اللاعبين الغير قابلة للتحكم  او مايدعى ب NPC والأعداء كذلك بواقعية لا مثيل لها. هذه الشخصيات الرقمية مصممة للتصرف تمامًا كالبشر، مما يجذبك بعمق إلى أعماق التجربة .

الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب في الماضي 

الآن، دعنا نعود إلى عصر  الالعاب القديم ، وتحديداً في صالات الألعاب ، عندما أطلقت لعبة “باكمان” . من بين سحرها العديد من الجوانب، برز عنصرٌ كتحفة في مجال الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب . أثناء إرشادك لـ “باكمان” عبر المتاهة لجمع النقاط، تتعقبه أربعة أشباح ملونة تطارده بلا هوادة. لكن هذا الأمر ليس مجرد مطاردة بلا هدف؛ فهم يبدون وكأنهم يستخدمون تكتيكات ماكرة ضد بطلنا المحبوب كل مره .

لعبة باكمان والذكاء الاصطناعي

فكيف تمكنوا من تحقيق هذه المطاردة المثيرة؟

هذا هو السر: كل شبح يتمتع بسلوك فريد في استجابته لحركات “باكمان”. يتجول أحد الأشباح بلا هدف ثابت، لكي يخفي الحيلة عليك وانه لن يتمكن من اللحاق بك . ثم يتبعك الاخر بلا هوادة، مدفوعًا بالعزم المطلق لإرباكك و عدم منحك الوقت الكافي للتفكير في حركتك التالية . في هذه الأثناء، يتنبأ أحد الأشباح باتجاهك المستقبلي ويقاطع طريقك ببراعة، مما يجعلك تشعر بأنه تم التفوق عليك. بينما يكشف أحد الأشباح على الرغم من عشوائيته الظاهرية، هدفه الحقيقي فقط عندما يحس بأن زميله الشبح يقترب من “باكمان”. وأخيرًا، يبدل الشبح الأخير بين مطاردة “باكمان” من بعيد واتباع مسار محدد مسبقًا عندما يكون بالقرب منه.

هذا الجمع بين أربعة سلوكيات مختلفة منحت تلك الأشباح في لعبة باكمان صفة مخيفة وواقعية، خلقت وهمًا أنها لديها ذات إرادة خاصة بها ، حتى في العام المتواضع لعام 1980.  مما جعل اللعبة تبدو حية وتخلق المزيد من المنافسة بين اللاعبين من جميع انحاء العالم للتفوق عليها ، ورسمت لوحة بإمكانات الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب

بدايات تطور الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب في الماضي 

ننتقل الى الالعاب على منصات مثل بلايستيشن ٢ ، نجد ان احد اهم الالعاب التي استخدمت عناصر الذكاء الاصطناعي في الالعاب مثل ميتال قير سوليد ، Half life ، حيث يتمكن الاعداء من التواصل فيما بينهم لتحديد مكان الشخصية الرئيسية والبحث عنه وحتى الاحتماء منه  ، نجد كذلك العاب اخرى على اجهزة  اكس بوكس ٣٦٠ مثل لعبة F.E.A.R . حيث نجد ان الذكاء الاصطناعي في اللعبة المذكورة سابقاً اصبح متطوراً اكثر حتى اصبح بإمكان الاعداء استخدام ادوات واستراتيجيات بناءً على طريقة لعبك والتغيير فيما بينها . 

لعبة heavy rain الذكاء الاصطناعي

كذلك لعبة left 4 dead ، لعبة الزومبي الشهيرة والتي تم فيها استخدام نظام ذكاء اصطناعي يدعى ” The Director ”   يقوم هذا النظام  بتغيير عدد الزومبي والاحداث ومستوى صعوبة ووتيرة كل مرحلة بناءً على مدى مهارات وقدرات اللاعب مما جعل اللعبة تصبح اكثر تحدياً ومتعة .

ومن ثم عند انتقالنا لالعاب على اجهزة البلايستيشن ٣ مثل لعبة Heavy rain حيث تكون اللعبة عبارة عن عدة اختيارات ولكل خيار العديد من النتائج التي ستغير قصة اللعبة وطريقة لعبها على اللاعب ، ستختلف ردة فعل كل شخصية بناء على اختياراتك وستتغير القصة بشكل كامل كذلك . الامثلة على تطور الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب كثيرة جداً ، فقد كان التطور تدريجياً وبتطبيق انظمة معقدة ربما كانت متفوقه حتى على بعض التقنيات والبرامج التي كانت موجودة في ذلك الوقت

الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب الان 

نقفز الآن إلى الوقت الحاضر، حيث تكمن إمكانيات الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب بلا حدود ، تطور الذكاء الاصطناعي ليخلق عوالم افتراضية تعج بالتعقيد والعمق. تشارك الشخصيات غير القابلة للتحكم  – NPC – في محادثات معك بردود أفعال واقعية، تتكيف مع خياراتك. يطور الأعداء استراتيجيات جديدة على الفور، يتعلمون من أفعالك، ويتطورون مع كل مواجهة. تحولت المشاهد السابقة التي كانت ثابتة ومتوقعة إلى نظم حية تمتلك العديد من الخيارات ، حيث يترتب على كل قرار تتخذه عواقب عميقة . على سبيل المثال لعبة ديترويت المشابهة بشكل كبير للعبة heavy rain ولكن بردات فعل اكثر واقعية وتأثيرات اكبر على القصة وبشخصيات مؤثرة وعميقة تكاد تحاكي المشاعر البشرية . 

لعبة ميتال قير سوليد ٥ الذكاء الاصطناعي

كذلك ستجد لعبة مثل ميتال قير سوليد ٥ التي ظهرت على اجهزة البلايستيشن ٤ ، تتمتع بأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة للغاية ،على سبيل المثال في حال كنت خلال تنفيذك للمهمات في لعبة ميتال قير سوليد ٥  تستخدم استراتيجيات التخفي بشكل كبير فستجد الاعداء في كل مرحلة يقومون بوضع معدات واجهزة لكشف التخفي ! ، وعلى العكس في حال كنت تستخدم الهجوم المباشر في العديد من المهام ستجد ان المهام الاخرى التي ستذهب اليها سيصبح الاعداء مستعدين بدروع مختلفة واقوى لردع اي هجوم تقوم به . ولعل هذه اهم الدلائل على تطور الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب 

أثناء خوضك في هذه العوالم المسحورة، تذكر أن الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب هو الساحر وراء الستار، يحقق السحر الذي يمحو الحدود بين الواقع والخيال. إنه قوة متطورة باستمرار، تدفع تجارب الألعاب نحو آفاق أكبر وتقودنا إلى عوالم مدهشة لم نسبق لنا أن نعايشها.

لذا، في المرة القادمة التي تبدأ فيها لعبتك المفضلة، خصص لحظة لتقدير اليد الخفية للذكاء الاصطناعي، الذي يثري مغامراتك الافتراضية بلمسة من السحر والدهشة. احتضن عالم الألعاب المشبع بالذكاء الاصطناعي، حيث لا حدود للخيال، والمغامرة تنتظر على كل منعطف!

 تطور الذكاء الاصطناعي في العاب الفيديو

الذكاء الاصطناعي في العاب الفيديو

ولكن و حتى الآن، كان الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب يقتصر بشكل كبير على مجالين رئيسيين: تحديد المسار (pathfinding ) والحالات المحدودة (finite state machines ). تحديد المسار هو البرمجة التي توجه الشخصيات الرقمية المسيطر عليها بالذكاء الاصطناعي ( NPC ) إلى أماكن يمكنها الذهاب إليها وأماكن يتعذر عليها الذهاب إليها. 

من الألعاب التي تحاكي طراز البكسل الكلاسيكي إلى ألعاب الأدوار الضخمة ذات العوالم المفتوحة، لا يزال ذلك أمرًا هامًا. لا يرغب المطورون في أن يمشي سكان القرية التي يعملون عليها خلال الجدران أو يعلقون في الأرض. كما أنهم لا يرغبون في أن تبقى الشخصيات ثابتة تمامًا كالتماثيل. على سبيل المثال لعبة  ريد ديد ريدمبشن ٢ ، ستجد العديد من شخصيات NPC يتجولون في القرى او بين الطرق ، يتم التحكم بهم بالذكاء الإصطناعي عن طريق منحهم مسارات محددة لسلكها 

من ناحية أخرى، تتيح الحالات المحدودة (finite state machines ) للذكاء الاصطناعي تغيير سلوكه استنادًا إلى ظروف معينة. مثال جيد على ذلك هو في سلسلة ألعاب “ميتال جير سوليد”، حيث يتفاعل جنود العدو مع وجودك. عند اكتشافك، يُطلقون الإنذار، وينطلقون جميعًا نحو موقعك للهجوم.

عليك أن تغادر حقل رؤيتهم وتختبئ لفترة كافية حتى يرجع الحراس إلى مواقعهم الأصلية. ينتج عن ذلك حالتان متميزتان: حالة “المطاردة” وحالة “الدورية او البحث”.

على الرغم من أن هذه الأفكار تبدو بسيطة، إلا أنها تحكم معظم برمجيات الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب اليوم. في سلسلة ألعاب “السيمز”، على سبيل المثال، عندما يشعر الذكاء الاصطناعي بالجوع، يتجه إلى الطعام. وعندما يشعر بالتعب، يتجه إلى السرير. يحاكي ذلك اتخاذ القرارات الحقيقية، لكن في الواقع، يتغير حالة الذكاء الاصطناعي من “محايد” إلى “الانتقال إلى أقرب مصدر للطعام”، وتقوم برمجة تحديد المسار بإرشاده إلى ذلك الموقع القريب.

تطور الذكاء الاصطناعي في عالم ال Video games

فكيف يتطور الذكاء الاصطناعي؟ لقد تغير بالفعل بشكل كبير مع العدد الهائل من تحديد المسار والحالات التي يمكن للمطورين منحها للشخصيات غير القابلة للتحكم. هناك فارق شاسع بين لعبة “باكمان”  على سبيل المثال ولعبة “سكايريم” . في لعبة سكايرم ستجد العديد من الاشخاص في كل قرية تجدها يسلكون طرق محددة لهم بالذكاء الاصطناعي ، ولكن كذلك يقوم العديد منهم بنشاطات مثل الشراء من المتاجر او التحدث بينهم البيت او النوم والذهاب للمنزل او حتى الذهاب خارج القرية ، وكذلك بإمكانك التحدث معهم .  هذه المسارات المعقدة لم تكن موجودة في الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب في الماضي . ستجد في اغلب الالعاب اليوم مواقف مشابهة ولعل لعبة ريد ديد هي خير مثال لذلك .

كذلك العاب مثل لعبة هورايزن ، حيث يمتلك كل وحش الي طريقة قتال وقدرات مختلفة ، منهم من يطير ، يسبح ، يتدحرج ، يطلق النار او الكهرباء او الجليد . كذلك الاعداء البشريين . ايضاً لكل منهم مسارات محددة للمشي فيها ولكل منهم نشاطات معينة ، لم يقف الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب هنا فقط . بل حتى في العاب اخرى مثل لعبة Daying light ستجد ان الزومبي يزيد اعدادهم وانواعهم في الظلام ، بينما في ضوء الشمس تظهر انواع محددة فقط ، كذلك البشر في عالم هذه اللعبة لا يخرجون في الليل خوفاً من هذه الانواع ، مما يمنح عالم اللعبة مصداقيةً اكثر

لعبة watch dog legion الذكاء الاصطناعي

ثم ننتقل للعبة واتش دوق ليجن ، والتي تمكنك من اللعب بأي شخصية موجودة في عالم اللعبة المفتوح ، لكل شخصية في هذا العالم ، حياتها الخاصة ، وجداول نشاطاتها الخاصة ، البعض منهم طبيب والاخر شرطي والبعض منهم اشخاص عاديين يحبون شراء المنتجات والملابس ، ستجد كل شخصية في وقت ما من يومها تقوم بالاعمال والنشاطات التي تمت برمجتها عليها ، لا نتحدث هنا عن نشاط واحد فقط ، فالطبيب سيذهب الى المنزل ، او سيذهب لشراء بعض الحاجيات وكذلك الشرطي ، قد يكون متطوعاً في مكان اخر ما ، في النهار شرطي وفي الليل متطوع في احد المكاتب . جميع هذه الشخصيات في هذا العالم لديها نشاطاتها الخاصة

الذكاء الاصطناعي للالعاب في المستقبل القريب  

ولكن الآن، تكمن نقطة التحول في الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم حاليًا لصناعة السيارات ذاتية القيادة والتعرف على الوجوه لتغيير عالم الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو إلى الأبد. قريبًا جدًا، قد لا يكون تحديد المسار مجرد إرشاد للذكاء الاصطناعي إلى أين يمكنه الذهاب.

قد يبدأ الذكاء الاصطناعي في خلق المشاهد الطبيعية الواقعية كلها من الصفر، حيث يحسب الجدران التي يمكنه المرور بها والتي لا يمكنه مرورها على الفور.

ما هو نوع السرد القادم في ألعاب الفيديو ؟ إذا كان بإمكاننا منح الشخصيات غير القابلة للتحكم – NPC –  عواطف حقيقية، مع شخصيات وذكريات وأحلام وطموحات وذكاء لا يمكن التمييز به عن البشر. تخيل لو كان بإمكانك الحديث مع اي شخصية NPC في عالم لعبة GTA ” قراند ” ، وان كل شخصية يمكنها الحديث معك بأفكارها الخاصة الغير مكرره ، لو ان كل شخصية بإمكانها التفاعل معك بطريقة مختلفة وواقعيه اكثر بناء على شخصيتها الخاصة وبطريقة فريدة غير مكرره ، او كان بإمكانك سؤالها عن ارائها او عن اي حدث خاص وبإمكانها الاجابة بطريقة حقيقية وواقعيه . 

تجربة دمج الذكاء الاصطناعي مع الالعاب 

يوجد بعض المطورين والهواة الذين قاموا بعدة تجارب لدمج الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب ، مع إعطاء الذكاء الاصطناعي القدرة على التفكير والاجابة واعطاء الاراء ، ستجد في هذا المقطع ان اللاعب بإمكانه سؤال الذكاء الاصطناعي عن اي شيئ مثل ماهي السيارات التي تعجبه ، ما راية في احد الشخصيات الاخرى المتواجده في المكان ، ما راية بالاحداث الجارية في اللعبة ، يمكن لكل شخصية موجودة في هذا العالم ان يكون لها اراء وافكار واجابات مختلفة خاصة بها

لقد أراد علماء البيانات إنشاء عواطف حقيقية في الذكاء الاصطناعي لسنوات، ومع النتائج الحديثة من التجارب على الذكاء الاصطناعي في معامل الذكاء التعبيري، يقتربون من تحقيق هذا الهدف. لن يمر وقت طويل بعد أن ينجحوا حتى نرى هذه الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو.

بعبارة أخرى، قد يتعرض تحديد المسار والحالات، المبدأ الأساسي الذي تم بناء كل الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب عليه ، للتطور مذهل.

مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في العاب الفيديو 

ايجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الالعاب

ما هي بعض مزايا وعيوب التطور الذي يشهده الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة التي تظهر؟ هنا بعض المزايا والعيوب التي تستحق التفكير بها ونحن ندخل عصرًا جديدًا في عالم ألعاب الفيديو.

1.  تطوير أسرع: مع تطور الذكاء الاصطناعي، يمكننا التوقع من ان يكون تطوير الالعاب أسرع، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحمل المزيد من العبء. ستصبح العوالم والشخصيات المُنتَجَة بطريقة إجرائية أكثر تطورًا.

2. شخصيات غير قابلة للتحكم أكثر تفاعلًا: لن ترى بعد الان الشخصيات العشوائية التي تتجول فقط بحالة أو اثنتين، فالذكاء الاصطناعي المتطور سيجعل الشخصيات الغير قابلة للتحكم لديها مجموعة كاملة من الإجراءات التي يمكنها اتخاذها لجعل الألعاب أكثر واقعية.

3. عواطف واقعية: إحدى أكثر الآمال المثيرة بشأن التطور الذي يشهده الذكاء الاصطناعي هو إمكانية ظهور عواطف واقعية لدى الشخصيات غير القابلة للتحكم. ستؤدي هذا السمة البارزة إلى تحويل طريقة تفاعل اللاعبين مع تلك الشخصيات.

بالإمكان أن تتعلق بحماس بشخصيات المواطنين في بلدة تحميها، أو أن تكره العدو الشرير الذي يظل دائمًا خطوة واحدة أمامك حتى تهزمه أخيرًا. يوجد العديد من الفرص المتاحة مع التطور الدائم للذكاء الاصطناعي، ولكن هناك أيضًا بعض المشكلات.

الذكاء الاصطناعي: العيوب

عيوب الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب

1. مخاوف أخلاقية: مع تزايد تطور الذكاء الاصطناعي، تبرز المخاوف الأخلاقية. تطرح أسئلة حول آثار إنشاء كائنات ذكية في بيئات افتراضية، مما يحد من تفصيل الحدود بين الواقع والمحاكاة.

2. فقدان السيطرة: بينما يعد الذكاء الاصطناعي تجربة ديناميكية وواقعية، إلا أنه يثير مخاوف بشأن فقدان السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي. قد يؤدي سلوك الذكاء الاصطناعي غير المتوقع إلى نتائج غير متوقعة ومزعجة لللاعبين.

3. نقص المصداقية: على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه محاكاة العواطف، إلا أن استنساخ التجارب الإنسانية الحقيقية لا يزال يشكل تحديًا. مع التطور المستمر للذكاء الاصطناعي، تزداد خطورة الوقوع في “الوادي المرعب” – حيث تبدو الشخصيات شبه بشرية ولكنها تفتقر إلى المصداقية.

4. تعقيد التطوير: تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب الكثير من الموارد لمطوري الألعاب. ضمان التكامل السلس وتجنب الأخطاء والمشاكل يشكل تحديًا آخر في حد ذاته.

5. تأثير على تجربة اللعب: على غرار تمكن اللاعبين من اكتشاف الألعاب المُبنية باستخدام عناصر جاهزة، قد يُسهم الذكاء الاصطناعي المفرط في فقدان الطابع الفريد والإبداع الذي يميز تجارب اللعب اللافتة للذكر. وتحمل هذه المخاطر الإمكانية لفقدان التواصل البشري والروح التي تعطي الألعاب طابعًا لا يُنسى.

6. احتمال وجود أخطاء في التصميم: مع تسلم الذكاء الاصطناعي المزيد من المهام بشكل مستقل، قد تنشأ مخاطر مواجهة ألعاب تعتبر غير سلسة إذا لم تكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي مُعدة بشكل صحيح. على سبيل المثال، تصرف أعداء الذكاء الاصطناعي في لعبة Aliens: Colonial Marines بشكل غريب ومثير للدهشة، مما أثر على التشويق والغموض في التجربة اللعبية.

7. عدم اليقين في البرمجة الذاتية: مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال البرمجة الذاتية، يطرح التساؤل عما إذا كان هذا سيزيل تمامًا المشاكل أم سيجعلها أكثر انتشارًا. تحقيق التوازن المناسب بين الاستقلالية والسلوك الموجه يظل تحديًا.

استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير  الالعاب

الذكاء الاصطناعي لتطوير الالعاب

في غضون سنوات قليلة، يُتوقع أن يزداد تأثير الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب بشكل كبير، ليس فقط داخل اللعبة نفسها، بل أيضًا أثناء عملية تطوير الألعاب. أظهرت التجارب الأخيرة باستخدام تقنيات التعلم العميق إمكانية تذكر الذكاء الاصطناعي لسلسلة من الصور أو النصوص، واستخدام ما تعلمه لتقليد التجربة.

حاليًا، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال فنية تشبه أسلوب بيكاسو، أو كتابة رسائل بريد إلكتروني تبدو وكأنها من كتابة إنسان. يتم حاليًا تكييف هذه التقنية لتطوير الألعاب، حيث نجحت تجربة معينة للذكاء الاصطناعي في برمجة مرحلة لعب قابلة للعب باستخدام صور فقط كمرجع.

مع استمرار تطور هذه التقنية وزيادة موثوقيتها، يمكن أن نتصوّر إنشاء ألعاب ضخمة من العالم المفتوح بسهولة بفضل الذكاء الاصطناعي، ليتم تعديلها وتخصيصها فيما بعد من قِبل المطورين والمصممين، مما يسرّع عملية التطوير.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن تلعب برامج التعرف على الوجوه وتقنية “الديب فايك” دورًا حيويًا في دورات التطوير المستقبلية. وقد قامت التكنولوجيا المتقدمة للديب فايك بتمكين الذكاء الاصطناعي من التعرف على واستخدام وجوه مختلفة تم مسحها. على الرغم من أنها لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هذه الابتكارات أنتجت نماذج ثلاثية الأبعاد واقعية للغاية باستخدام الوجوه التي يمكن مسحها بواسطة هذا النوع من الذكاء الاصطناعي. الآن تخيّل إمكانية استخدام هذه التقنية نفسها لإنشاء مبنى أو منظر طبيعي، مما يوفر الكثير من الوقت للمطورين.

بالنظر إلى المستقبل، يُمكن بالكامل أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على استخدام مزيج من هذه التقنيات لبناء لعبة بأكملها من البداية، دون الحاجة إلى أي مطورين على الإطلاق. قد تتمكن حتى من إنشاء هذه الألعاب من الصفر باستخدام عادات اللاعبين وتفضيلاتهم كدليل، لتخلق تجارب شخصية فريدة لكل لاعب.

من الصعب التنبؤ بمدى تقدم هذه التقنيات في المستقبل القريب، لكن لن يكون أمرًا مفاجئًا إذا بدأنا في رؤية الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا أكبر في تطوير الألعاب خلال السنوات القليلة المقبلة. مع اتساع حدود إمكانات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يُشكل مستقبل الألعاب بواسطة مزيج من الإبداع البشري والذكاء الآلي، مما يؤدي إلى ابتكارات لا مثيل لها ومثيرة في عالم الترفيه التفاعلي.

معوقات استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب 

تأثير الذكاء الاصطناعي على عالم الالعاب

في حين يتم تجريب وتحسين تقنية الذكاء الاصطناعي باستمرار، يتم ذلك أساسًا على يد مهندسي الروبوتات والبرمجيات بدرجة أكبر من مطوري الألعاب. السبب وراء ذلك هو أن استخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطرق غير مسبوقة في الألعاب يشكل مخاطرة.

في الوقت الحالي، يمتلك مطورو الألعاب السيطرة الكاملة على العوالم التي يخلقونها. الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المتطور للتعامل مع ديناميكيات اللعبة قد يؤدي إلى حدوث أخطاء غير متوقعة أو مشاكل في السلوك.

تتيح الإمكانيات اللانهائية لكيفية رد فعل الشخصية الذكية الاصطناعية تجاه اللاعب استنادًا إلى تفاعلاته مع العالم الافتراضي، عدم إمكانية لمطوري الألعاب اختبار كل سيناريو محتمل يمكن أن يقوم به هذا النوع من الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أن التكنولوجيا والآفاق التي توفرها مشوقة، يتعامل الاستوديوهات الكبيرة بحذر مع هذا الأمر، ولا تسارع في الاندفاع إليه. فكم من الوقت يستغرق قبل أن تحدث هذه الخطوة؟

من المحتوم أن يحدث ذلك، ولكن من الصعب التنبؤ بذلك بدقة.

في نقطة ما، قد تصبح التقنية مفهومة بما فيه الكفاية ليكون أحد الاستوديوهات مستعدًا لخوض هذه المخاطرة. ولكن على الأرجح، سنرى جهودًا رائدة من مطوري ألعاب مستقلين طموحين يدفعون بالعجلة لتنشيط العملية في السنوات القادمة.

نظرًا للتقدم السريع للتكنولوجيا، هناك احتمال كبير أن نحقق كل ما تمنيناه عن الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب بحلول نهاية هذا العقد. مع توسع حدود قدرات الذكاء الاصطناعي، يمكننا توقع مستقبل مثير للترفيه التفاعلي، يتشكل من خلال دمج الإبداع البشري والتكنولوجيا المتطورة للذكاء الاصطناعي.

هل سيجعل الذكاء الاصطناعي الألعاب صعبة للغاية؟

معوقات الذكاء الاصطناعي في عالم الالعاب

هناك قول قديم لا يزال صحيحًا: “انتبه لما تتمناه”. من الممكن بشكل تام أنه مع بدءنا في تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم في ألعابنا، قد نواجه بعض المشكلات.

على سبيل المثال، إذا كان الذكاء الاصطناعي للأعداء يفهم تكتيكات اللاعب لدرجة أنه يمكنه الفوز دائمًا عليه، فإن ذلك قد يفقد اللعبة متعتها وإثارتها. لقد رأينا بالفعل برامج لعب الشطرنج التي تتجاوز قدرة الإنسان على التغلب عليها.

إذا كان الذكاء الاصطناعي الذي يسيطر على كل جانب من جوانب لعبة فيديو صعب للغاية، فقد يؤدي ذلك إلى عدم العدالة والفوضى. ماذا لو اكتسبت الشخصيات الغير قابلة للتحكم في اللعبة شخصيات حقيقية تشبه البشر، مما يؤدي إلى تجربة لعب مرهقة للغاية تضطر فيها اللاعبون لمواجهة مسؤوليات اجتماعية في العالم الحقيقي والعالم الافتراضي.

علاوة على ذلك، السعي المستمر لتحقيق الواقعية في ألعاب الفيديو يثير مخاوف. هل إنشاء لعبة حيث يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع كل قرار يتخذه اللاعب حقًا أكثر متعة أم أنه مزعج؟

تخيل لعبة Grand Theft Auto حيث يرد كل شخصية غير قابلة للتحكم على أفعالك الفوضوية بطريقة واقعية، بدلاً من الطريقة الساخرة أو الخشنة التي يفعلون بها الآن.

هل سنستمتع حقًا بلعبة تحرمنا فيها جانب الأحلام والتخيّل من ألعاب الفيديو

هل نرغب في أن تتنمر شخصيات اللعبة علينا إذا ارتدينا ملابس غريبة؟

بالإضافة إلى ذلك، هناك سؤال كبير حول تكلفة التكنولوجيا المطلوبة لهذه الأنظمة المتقدمة للذكاء الاصطناعي. إذا أصبحت المعيار الصناعي الجديد، هل ستتجه ألعاب AAA بعيدًا عن أن تصبح ممكنة لمطوري الألعاب المستقلين؟ أو هل ستكون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة متاحة للجميع وتعادل الفرص بعض الشيء؟

الحقيقة هي أن هذه التحديات ستواجه ولكن ذلك لا يعني أنها ستضر بالألعاب إلى الأبد.

حتى الاختبارات الفاشلة تقدم لك المعلومات. إذا بنينا نظامًا يستطيع الذكاء الاصطناعي تطوير ألعاب بأكملها أو يمتلك مشاعر واقعية، وتبين أنها ليست ممتعة، فماذا بعد؟

إما أن نتوقف عن استخدامها أو نتعلم من أخطائنا ونجعل ألعاب الذكاء الاصطناعي القوية القادمة أكثر متعة.

تذكر أن التقنية الافتراضية VR بدأت مع جهاز Nintendo Virtual Boy الذي فشل بشهرة. لكنها استمرت وتحسنت بعد ذلك. لذا اتوقع وجود بعض المشاكل الطارئة أثناء تنفيذ هذا الذكاء الاصطناعي المتقدم، ولكن يمكنك أن تكون واثقًا أننا سنتجاوزها مع الوقت. المستقبل يحمل إمكانيات مثيرة، وكما هو الحال مع أي تكنولوجيا ناشئة، التنقيح والتقدم أمر لا مفر منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *